العلاقة بين الغدة الدرقية وتأخر الإنجاب عند المرأة
تُعد الغدة الدرقية من الغدد المهمة في جسم الإنسان، إذ تتحكم في عمليات الأيض والطاقة ووظائف الهرمونات. لكن ما لا تعرفه كثير من السيدات هو أن اضطرابات هذه الغدة قد تكون من الأسباب الخفية وراء تأخر الحمل والعقم عند النساء في السعودية.
في هذا المقال سنوضح العلاقة بين الغدة الدرقية والخصوبة، ومتى يجب زيارة عيادة الخصوبة في أبها للتشخيص والعلاج المناسب، وكيف يمكن أن تؤثر على نجاح الحقن المجهري وأطفال الأنابيب.
ما هي الغدة الدرقية وما وظيفتها في جسم المرأة؟
تقع الغدة الدرقية في مقدمة العنق، وتفرز هرمونين رئيسيين هما الثيروكسين (T4) والثريودوثيرونين (T3)، وهما المسؤولان عن ضبط معدل حرق الطاقة في الجسم، وتنظيم الدورة الشهرية، وتوازن الهرمونات الأنثوية.
عندما يحدث خلل في نشاط الغدة سواء بفرط الإفراز أو القصور، تتأثر وظائف الجسم الحيوية، وعلى رأسها عملية التبويض، مما قد يؤدي إلى تأخر الحمل أو صعوبة في ثبات الجنين بعد التخصيب.
كيف تؤثر الغدة الدرقية على الخصوبة وتأخر الحمل؟
1. قصور الغدة الدرقية (خمول الغدة)
عندما تكون الغدة بطيئة في إنتاج الهرمونات، يقل تحفيز المبيضين، مما يؤدي إلى ضعف أو انعدام التبويض.
من أبرز أعراضها:
-
اضطراب الدورة الشهرية أو انقطاعها.
-
زيادة الوزن غير المبرر.
-
الشعور بالتعب الدائم والبرودة.
-
ضعف الإباضة وصعوبة الحمل الطبيعي.
كما أن خمول الغدة قد يسبب ارتفاع هرمون البرولاكتين (هرمون الحليب)، والذي بدوره يمنع حدوث التبويض المنتظم.
2. فرط نشاط الغدة الدرقية
عندما تفرز الغدة هرموناتها بشكل مفرط، تتسارع عمليات الأيض في الجسم، مما يؤثر على توازن الهرمونات الأنثوية ويؤدي إلى اضطرابات الدورة الشهرية أو الإجهاض المتكرر.
النساء المصابات بفرط النشاط قد يعانين من:
-
فقدان الوزن رغم الأكل الجيد.
-
العصبية الزائدة وتسارع ضربات القلب.
-
ضعف الخصوبة وصعوبة ثبات الحمل.
العلاقة بين الغدة الدرقية وتقنيات الإخصاب المساعد
من المعروف أن اضطرابات الغدة الدرقية قد تؤثر على نسب نجاح الحقن المجهري وأطفال الأنابيب.
فحتى مع توفر بويضات وحيوانات منوية سليمة، يمكن أن تقل فرص انغراس الجنين في الرحم إذا كانت هرمونات الغدة غير مستقرة.
لهذا السبب، تُجري عيادات الخصوبة في أبها فحوصات شاملة للغدة الدرقية قبل بدء أي علاج من علاجات التلقيح الصناعي أو الحقن المجهري لضمان أفضل النتائج.
متى يجب فحص الغدة الدرقية عند تأخر الحمل؟
يُنصح بإجراء فحص للغدة الدرقية في الحالات التالية:
-
تأخر الحمل لأكثر من سنة دون سبب واضح.
-
اضطرابات في الدورة الشهرية أو ضعف الإباضة.
-
الإجهاضات المتكررة أو الحمل خارج الرحم.
-
زيادة الوزن أو فقدانه المفاجئ دون مبرر.
-
وجود تاريخ عائلي لمشاكل الغدة الدرقية.
الفحص بسيط وغير مؤلم، ويتم عن طريق تحليل دم لقياس هرمونات TSH وT3 وT4، وقد تُطلب أشعة صوتية على الغدة للتأكد من عدم وجود عقد أو تضخم.
علاج اضطرابات الغدة الدرقية لتحسين فرص الحمل
يعتمد العلاج على نوع الاضطراب:
-
في حالة قصور الغدة: يُستخدم دواء يحتوي على هرمون الثيروكسين لتعويض النقص.
-
في حالة فرط النشاط: تُستخدم أدوية لتقليل إفراز الهرمونات أو العلاج باليود المشع في بعض الحالات.
بمجرد عودة الهرمونات إلى المستوى الطبيعي، تتحسن الإباضة وتزيد فرص الحمل سواء طبيعيًا أو عبر علاجات الإخصاب المساعد مثل الحقن المجهري وأطفال الأنابيب.
نصائح للمرأة في أبها والسعودية للحفاظ على صحة الغدة الدرقية
-
احرصي على تناول أطعمة غنية باليود مثل الأسماك البحرية.
-
تجنبي التوتر الزائد، فالإجهاد يؤثر على توازن الهرمونات.
-
تابعي فحص الغدة بشكل دوري خاصة عند وجود تاريخ عائلي أو أعراض واضحة.
-
استشيري استشارية النساء والولادة قبل البدء في أي علاج تأخر حمل.
خلاصة ودعوة للاستشارة
إن اضطرابات الغدة الدرقية من الأسباب القابلة للعلاج بسهولة متى ما تم اكتشافها مبكرًا.
لذلك، إذا كنتِ تعانين من تأخر الحمل أو اضطرابات الدورة، فلا تترددي في استشارة الطبيبة المتخصصة لإجراء الفحوصات اللازمة ووضع خطة علاج مناسبة.
الدكتورة منال الأسمري
استشارية النساء والولادة وعلاج العقم، بخبرة واسعة في المساعدة على الحمل عبر تقنيات الإخصاب المساعد والحقن المجهري،
وتعمل في عيادتها في أبها – المملكة العربية السعودية، حيث تقدم رعاية شاملة ودقيقة للنساء الباحثات عن فرصة آمنة لتحقيق حلم الأمومة.
تابعنا:


