الإجهاض المتكرر: الأسباب الخفية وطرق الوقاية الطبية الفعّالة

الإجهاض المتكرر: الأسباب الخفية وطرق الوقاية الطبية الفعّالة

الإجهاض المتكرر: الأسباب الخفية وطرق الوقاية الطبية الفعّالة


ما هو الإجهاض المتكرر؟

يُعدّ الإجهاض المتكرر من أكثر المشكلات المؤلمة نفسيًا وجسديًا للمرأة، ويُعرّف طبيًا بأنه فقدان الحمل مرتين أو أكثر متتاليتين قبل الأسبوع العشرين من الحمل. في السعودية، لا سيما في منطقة أبها، تزداد مراجعات السيدات لعيادات الخصوبة والحقن المجهري بسبب هذه المشكلة، خاصة مع ارتفاع معدلات تأخر الحمل وتقدم عمر الأم عند الزواج.

الأسباب الخفية وراء الإجهاض المتكرر

1. العوامل الوراثية (الكروموسومية)

في بعض الحالات، قد يحمل أحد الزوجين خللًا بسيطًا في الكروموسومات لا يظهر عليه أي أعراض، لكنه يؤثر على سلامة الجنين ويؤدي إلى توقف نموه. لذلك يُنصح بإجراء فحوصات وراثية للأزواج بعد الإجهاض المتكرر لتحديد السبب بدقة.

2. اضطرابات المناعة الذاتية

بعض السيدات يُصبن بما يُعرف بـ”متلازمة الأجسام المضادة للفوسفوليبيد”، وهي حالة تجعل الجسم يهاجم أنسجة الجنين ظنًا منه أنها جسم غريب. هذه الحالة شائعة أكثر مما يُعتقد، وغالبًا ما يتم تشخيصها متأخرًا.

3. اضطرابات الهرمونات والغدة الدرقية

أي خلل في هرمونات الغدة الدرقية أو هرمون البروجسترون قد يؤدي إلى ضعف تثبيت الجنين في الرحم. لذلك، تُعد المتابعة الدقيقة لمستويات الهرمونات قبل وأثناء الحمل أمرًا أساسيًا في الوقاية من الإجهاض.

4. مشكلات الرحم والتشوهات الخلقية

تُعد تشوهات الرحم مثل الحاجز الرحمي أو ضعف عنق الرحم من الأسباب الشائعة للإجهاض المتكرر. يمكن تشخيصها بسهولة عبر السونار ثلاثي الأبعاد أو المنظار الرحمي وعلاجها جراحيًا بنجاح كبير.

5. العدوى المزمنة وضعف المناعة

قد تسبب بعض الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية مثل “الميكوبلازما” أو “التوكسوبلازما” مشكلات في استقرار الحمل، خاصة إذا لم تُكتشف مبكرًا.

العوامل المتعلقة بنمط الحياة

طرق الوقاية الطبية الفعّالة من الإجهاض المتكرر

1. التشخيص الدقيق أولًا

أول خطوة للوقاية هي معرفة السبب الحقيقي. يُنصح بمراجعة عيادة الخصوبة في أبها أو المراكز المتخصصة لإجراء تحاليل الدم، الهرمونات، والمناعة، إلى جانب فحوصات الرحم والمشيمة.

2. العلاج المخصص لكل حالة

  • في حال وجود خلل هرموني: يُستخدم العلاج الهرموني لتنظيم التبويض وتحسين بطانة الرحم.

  • في حالات الخلل المناعي: تُستخدم أدوية مثبطة للمناعة أو حقن الهيبارين والأسبرين بجرعات دقيقة.

  • أما إذا كان السبب وراثيًا، فقد يُنصح باستخدام تقنيات أطفال الأنابيب مع التشخيص الوراثي للأجنة (PGD) قبل الزراعة لتفادي نقل الجينات المعيبة.

3. المتابعة الدقيقة للحمل منذ الأيام الأولى

يُنصح بأن تخضع المرأة التي عانت من إجهاضات متكررة لمتابعة مبكرة منذ أول يوم في الحمل، مع استخدام مثبتات الحمل ومتابعة مستويات الهرمونات بشكل منتظم.

العلاجات الحديثة في السعودية والإخصاب المساعد

في السنوات الأخيرة، حققت مراكز الحقن المجهري والتلقيح الصناعي في السعودية، وخاصة في أبها وجدة والرياض، تقدمًا كبيرًا في التعامل مع حالات الإجهاض المتكرر.
تُتيح هذه المراكز إمكانية اختيار الأجنة السليمة وراثيًا قبل نقلها إلى الرحم، مما يزيد من فرص الحمل الناجح بنسبة عالية جدًا.

نصائح للحمل الآمن بعد الإجهاض المتكرر

  • لا تتعجلي في الحمل مباشرة بعد الإجهاض، بل انتظري حتى يوصي الطبيب بذلك.

  • اهتمي بفحص فيتامين D والحديد وحمض الفوليك.

  • تجنبي القلق المفرط، فالحالة النفسية تلعب دورًا كبيرًا في نجاح الحمل.

  • تابعي مع استشارية نساء وولادة ذات خبرة في حالات الإجهاض المتكرر.

ختامًا: لا تفقدي الأمل – فالعلم اليوم أقرب للحل من أي وقت مضى

الإجهاض المتكرر ليس نهاية الطريق، بل بداية لرحلة طبية دقيقة يمكن أن تُتوّج بحمل ناجح بإذن الله.
مع التقدم في تقنيات الإخصاب المساعد والحقن المجهري، أصبح من الممكن تحديد السبب وعلاجه بنسبة نجاح عالية.

إذا كنتِ تعانين من تأخر الحمل أو من تجارب إجهاض متكررة، يمكنكِ استشارة:

الدكتورة منال الأسمري
استشارية النساء والولادة وعلاج العقم، بخبرة واسعة في المساعدة على الحمل عبر تقنيات الإخصاب المساعد والحقن المجهري،
تعمل في عيادتها في أبها – المملكة العربية السعودية،
وتُقدم رعاية طبية شاملة وداعمة لكل امرأة تبحث عن الأمل والأمومة من جديد.

شارك الآن:
Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
اقرأ أيضًا: